هلوسات الاصوات الناعمة تتناثر بين اجزاء غرفتي يهمس بها اناس عاشوا هنا في
حيوات سابقة ... مازالو يتشبثون بالمكان والزمان فلم تنسهم رائحة الموت جنبات الذكريات
المعلقة .....
وحين اهلوس مع تلك الاصوات بروحي - التي لم تنطلق بعد في رحلتها البرزخية المقررة - يشتعل في نفسي الحزن المتماسك بصمغ المرارة والالم ...
تضطرب في جسدي الاسماء ... تغادر
جوفي لتصل الى قلبي فيدق كل اسم لوحة واحدة لقصة او حكاية او الم سرمدي لوّع الاوصال
واسهرني حتى الآصال ...
بين اسمائي التي خرجت يبقى هناك اسم اوحد ... متجذر كما هي جذور الاشجار المعمرة
تسبح في ارض الله الذي خلقها بقدرته العجيبة ...
يبقى ذلك الاسم في داخلي رافضا ان
يخرج او ان يغسل مرارة الالم والفراق واللوعة ...
يصر على ان لا يجعلني الوح مودعا لكل الذكريات التي اتعبتني ... يكبل حركة يدي
ويشل حركة لساني ويطلق صنبور المياه المالحة في عيوني ....
ما زلت اعيش على اسماء واشياء ...
ما زلت احلم بلوحة ارسمها يوما وانا مبتسم بفرشاة عريضة كما ستكون عرض الابتسامة
المنقوشة على فاهي ...
ما زلت اكبل يدي خوفا من ان اعترف بانك رحلت وخوفا من ان اصدق ان قلبي اصبح
وحيدا لن يجد بديلا مهما عاش ....
ما زلت استحلف الطرقات ان تعطيني سببا منطقيا يجعلني امشي في طريق لا تكون فيه
....
ما زلت اطلب من سريري ان يجعلني انام عليه نومة هنية متناسيا كيف كان السرير
غير السرير وانت فيه ....
لماذا يتبدل الكل ولا اتبدل ولا اتغير ؟؟
لماذا يبقى السواد لغة والاخلاص عادة والذكريات الم ؟
لماذا ترتبط الاحاسيس بقصر النظر وخوف من المنتظر ولوعة من الماضي وترقب للقدر
؟
امام البحر اجلس .... اتأمل الامواج والزرقة الكاذبة والافق اللامتناهي ...
وحينما اكون هناك ابيع نفسي وجسدي بثمن بخس رغبة في ان اعانق الرجل الذي ما زلت احلم بانه
سيرجع .... !