الجمعة، 27 نوفمبر 2009

في قلبي ونبضاته


ملاحظة للمتطفلين :
هذه الكلمات ليست موجهة الي اي شخص مر في حياتي فهي ليست الا همهمات حزينة في ليلة شتائية ...


**********************************************


في ليلة العيد هاج الحنين في داخلي ... تفجر و تبعثر و صرخ باحثا عنك من جديد ...

تساقطت أوراق الحب كتساقط أوراق الخريف اليابسة معلنه الرحيل بلا عودة حيث لا وجود للألم والغيرة أو الحيرة .. ذابت المشاعر كما تذوب حبيبات البَرَد عندما تسقط من فمِ السماء لتحتضنها الأرض و تتلاشى دون عودة , فتموت كل مشاعر الحياة ساعتها : كَفّنت مشاعر الألــم ودفنت كل الذكريــات .

ليل يحبو على وسادة الشفق وأنامل المساء تلف ستائر النهار المنهك والريح تداعب خصلات الرمال بكسل .

صرخة طائر ساذج تلاحق خنادق السراب وهي تعلن الرحيل .. وروح هائمة صفعتها الشمس بسمرة الشقاء , تشرب العطش من أوردة تنبت على جذور السنين الماضيه لتبحث عن موعد قديم لعشق يتلون بقسوة الحجر وظل مدفون بين أكوام الأسى ... تسقط أجفانها وتضيع بين الجهات فتفقد بريق الدمعة , ووحشة اللمسة !

ذاك الموعد القديم لعشق يغتال العمر في قلبي .. قلب ذكر كـبـّله مــلل الـحــياة فـلم يجد من ملاذ سوى البحث عن وجوه مألوفة قد تعوض الذي مضى من خلف النافذة الشتوية التي أنظر إليها بكل صباح حين لا أراك بجانبي ...

قبل أن أحضن أوراق الشعر وأقبلها ... وقبل أن أمضي ... قبل أن تأمر يا حب وتشهد خروج الروح من الجسد , أوصيك يا حب خيرا عليه , أوصيك أن تقبله صباحا ... وأن تقبله مساءا وتضع قبلاتي أمام خطواته وأمام لمساته ... ونظراته ... وشطحاته ...

أوصيك أن تزرع فوق نافذته زهرة وبين راحتيه زهرة وبجانب فنجان القهوة الصباحي زهرة وبجانب وجهه عند النوم زهرة وأن تبعثر نفسك يا حب بين سطوره وتحتل جسده وتغير لونه وكونه !


أوصيك أن تكون معطفه ... و حذائة ... وشرفته .. أوصيك أن تكون مداد قلمه ... وامتداد كلمه ... أن تولد في ابتسامته وتركض مع قطرات دمعه ... وعرقه ... وخجله , أوصيك يا حب خيرا به !

حين أشعر بالأســــــى تمحى كل الحروف من ذاكرتي وكأنها تعاقبنى تضامناً معي أو شفقة بي . لا أرى سوى قلب مكسور يؤلمنى إنكساره حينها لاأملك سوى دموعى تتساقط و تذرف لا أدرى لما ...... وعلى ما ......


قد تتساقط بعض النقاط من فوق الحروف لتصبح تلك الحروف مقروءة بأكثر من معنى يُصر القارئ أن يقرأها بنقاطها وآخر تستهويه أحياناً أن يقرأها بدونها فرفقاً بي إن لم اعد اتقن فن القراءه , فحروف أسمك قد غيهبت على عقلي و سلبت مني فرحه عمر و زمن .. و بعمر الإنسان ليس أغلى من قلبه سوى نبضاته ....
و أنت لست في قلبي فقط , إنما في قلبي ونبضاته ...

الجمعة، 6 نوفمبر 2009

في عيد ميلاده


خاطرة اهديها لكم بمناسبة عيد ميلادي الذي يوافق اليوم الجمعة السادس من تشرين الثاني حيث انني اتممت اثنان وعشرون عاما من عمري ....

**************************************



استيقظ من نومه السامريّ ، قلبّ بصره بين جنبات غرفته الباردة وشعر بقلبه يخلو من اي اثارة في يوم عيد ميلاده ....
نهض من فراشه المعتق بهمسات كان قد نسيها ، رتّبه ثم غسل وجهه بماء ندي كما مشاعره وصفّف شعره بدقة ليوم انتظره طويلا وهو يوم ميلاده الثالث والعشرين ....
ذهب الى المطبخ واعد فنجانين من القهوة ... القهوة الفاخرة التي يحرص على اصطحابها في حله وترحاله .. القهوة التي لا يتخيل الصباح من غير ان يشم شذاها ....
حمل الفنجانين في صينية ووضعها على منضدة امام التلفاز ، صب القهوة في فنجانه وفي الفنجان الآخر ثم اخذ فنجانه وترك الفنجان الآخر المملوء بالقهوة الساخنة في مكانه ....
جلس يستطلع اخبار الصباح ... وجلس يُحصي مع صوت المذيع اعداد القتلى من انحاء العالم الذي ضجّ بالحروب في كل مكان ...
وبين غفلة عين وانتبهاتها ذهب في فكره الى بلده الاردن ، الى بيته ذي الاسوزار الحجرية العالية ، الى اهله واخوته .... تخيلهم بلوعة وهم يمطرونه بقبلاتهم وامانيهم بالعمر المديد السعيد وبهداياهم الفاخرة التي يكاد يشم رائحة اللاصق في كل غلاف من اغلفتها ....
اكمل شرب القهوة على عجل ثم اخذ فنجانه وغسله وترك الفنجان الآخر المملوء بالقهوة كما هو امام التلفاز لشخص آخر ربما يتذكره اليوم ...
سرح بخاطره الى ايام مضت .... الى سنين مضت ... الى ثلاث سنوات قضاها من عمره بجانب الشخص الذي ترك فنجان القهوة الآخر له من باب الذكرى ... سنوات ثلاث حملت من الحب والكره ، من اليأس والامل ، من الحنين والجفاء ، من الكرم والاجحاف الشيء الكثير ... ثلاث سنوات كانت في اعتقاده كفيله لان تُبقي احترام للعشرة فتشعل في قلب ذلك الشخص المبادرة لمهاتفته بكلمة طيبة مفادها اماني طيبة لعيد ميلاد شريكه السابق ...
مر الوقت ... اتصل الاهل ... اتصل صديق عمره ... اتصل زملاءه في الجامعة ... كلهم يوحدون دعائهم وكلماتهم لسعادته ... والغريب انه برغم الاماني الكثيرة التي سمعها لم يشعر بانه سعيد ... لم يشعر بانه يشعر بعيد ميلاده كما كان سابقا ... لم يعد يشعر به ... بل اصبح يشعر بانه مجرد يوم آخر يتناقص من عمره الذي لا يعلم مداه الى الله ....
مر الوقت سريعا ... نزل الشتاء قويا .... زخات الامطار تمسح من ذاكرته ذكريات الحب المثلي الزائف التي عاشها مع الشخص صاحب فنجان القهوة المصبوب والموضوع في مكانه امام التلفاز كما كان دائما حينما كانا يعيشان معا ....
نزل الظلام ... بردت اطرافه وقرر ان يستتر في سريره تحت غطاءه ... قرر ان يخلد الى النوم لكنه قبل ان يفعل نهض مجددا وذهب الى المنضدة الموضوعة امام التلفاز حمل الفنجان المملوء وذهب به الى المطبخ ...
امسك القهوة وسكبها على يديه ولاحظ كم اصبح باردة بعد ان كانت ساخنة في الصباح حينما صنعها .... كانت باردة كما كان قلبه اليائس المتعب ....
عاد مجددا الى فراشه بعد ان غسل الفنجان جيدا وكأنه ينظف بغسيله ما علق في قلبه من اوساخ الحب السابق الذي احبه لشخص لم يذكر حتى يوم عيد ميلاده بعد ثلاث سنوات قضاها معه ...
تدثر في غطاءه جيدا فبرودة الخارج كانت شديدة والتدفئة في منزله لم تفلح لان توصل الحراره الى جسده ... تدثر جيدا وفي حصنه وسادة اعتاد على ان يعانقها منذ اصبح وحيدا في فراشه ...
سكون من الصمت هو السائد في انحاء الغرفة الباردة التي استيقظ بها صباحا ... شيئا فشيئا علا صوت نحيبه في ارجاء الغرفة وكان صداه اكثر رعبا من نشيجه .... فكر في نفسه والدموع تتلألأ على وجنيته بان ما يفعله الان في حب الله ابقى له من حب زائف مثلي عاش له و فيه لا يملك الرغبة لتكراره مهما كان الشخص ، وفكر ايضا بان حب الله وحب مخلوق آخر لا يمكن ان يجتمعان في قلبه فصمم على مواصلة طريقه في حب الله الذي احبه ....
بعد ذلك ... في نفس ارجاء غرفته الباردة وتحت دثاره غفا فوق وسادة بالية برائحة الدموع العبقة الساخنة التي ما تزال طرية على وجنته وكان ذلك كله في يوم عيد ميلاده .... بل في يوم عيد ميلادي .....
***************************************************************

ملاحظة : الشخص الذي قصدته في هذه الخاطرة هو فضل - الذي اخبرتكم عنه في القصص - اوقد عشت معه لمدة ثلاث سنوات في علاقة مثلية آثمة ويبقى حب الله هو الاطهر والانقى ...
نصيحتي لكم بان لا تتعبوا قلوبكم في حب مخلوق لان حب الحبيب زائل لا محالة مهما امتدت به الايام والسنين اما حب الله فباق الى الابد ....

تامر