الجمعة، 14 مايو 2010

الى مخلوق والى خالق

الى مخلوق :

اليك يا من اجتاحني فسرق انا مني ...
اليك يا من شتت انوار روحي في جنبات جسدي فادميت القلب وفجرّت عصارة الالم ...
اليك يا من سرق البصر وجال فيك النظر ...
اليك يا من اشغلتني وقت الشفق ووقت السحر ... ابدلت نومي الى سهر واخفتني من المنتظر !
اليك يا ايها الكامن العابث في شرياني ويا ايها العائد في وريدي الى قلبي الذي ما زال يضخّك مع كل دفقة دم حقيرة استحال حمارها القاني الى سواد بحروف اسمك ...
اليك ...
اليك يا ايها الظالم القاسي اكتب ...
ما بين الوريد والوريد مسافة لا تتسع الا للاخضر الحالم واشياء اخرى منسوجة بنبض القلب ...
الوان قوس قزح تباعدت بينها المسافات وبيني وبين الوان طيفك الشاغرة مسافة واحدة هي انت ...
تتفجر المياه ينابيع ثرة ويتفجر الاحمر المشتعل من بين النظر والرؤية ...
دائما يا حبيبي ... تنحدر الصخور مسرعة الى حافة التلاشي وتصنع من فتاتها صورة ناقصة لك انت وحدك ...
الايام والشوارع ومالا اعرفه تطارد ما اعرفه وتتحامل على نفسها حيث النهاية والبداية غير معروفتي الهوية ...
وحده اللا منطق واللا عقل يصدر احكامه ويصنع شريعته ويغرس ما تبقى من صقيع الشتاء ورودا ذابلة في محيطي الاستوائي ...

انوار شمعتي الماثلة امامي تناثر اشعتها هبّات الهواء المسترسل في حجرتي فتنعكس الوان الاشعة على وجهي لتكشف عن مدى حزني وما وجهي وقسماته الا بوابة لروحي التي تعبت كثيرا من بعدك ...
الركض والهرولة والدموع وارصفة البكاء هي عناويني الضائعة من بعدك خططتها في دفاتر من اوراق الشجر ومن حبات المطر ...
اصرخ باسمك يا عزيزي ويا قاتلي ... اصرخ باعلى صوتي ويستمر صوتي اغنية موت في سفر المحبين ومع ذلك يبقى في جسدي شيء يحترق ... اما الشيء الآخر الذي لا افهمه يبحث عنك في كل وجه اراه وفي كل لمسة لمسنيها آخر من بعدك ...
النور والظلام والليل والنهار نسوا المسافة بينهم وراحوا يرصفون طرق الياسمين امامي لانساك ولكن وانا اتدثر في لحافي على سريري الذي نمت عليه من قبل مرتاحا واياك اخبرهم بانني لن انساك الا في حياة اخرى !!
حياة لا املكها ولن اعيشها وسابقى انشدها كذبا لاضحك على نفسي لاتناساك ...
اليك ...

الله لا يسامحك ! الله لا يسامحك !


الى خالق :

ربي ... خالقي ... مليكي ومولاي ...
اسألك بكل اسم من اسمائك التسعة والتسعين ان تقذف بقلبي في محيطات السعادة ... اسئلك يا رب ودموعي تترقرق بين عيناي وانا اكتب هذه الكلمات ان تغفر لي ... اسالك يا رب يا رحيم ان ترحمني ... ان تغفر لي وتنقلني من من غضبت عليهم ان كنت معم الى من رحمت بهم فرحمتك هي غايتي يا مولاي ...
ربي ... اللهم فتته في داخلي كما تفتت الصخر الشامخ ... اللهم اقذفه من قلبي كما دخل بارادتي فخروجه من قلبي يستلزم قوتك يا رب ...
اللهم طهر جسدي من رجسه ومن نجسه ومن خبثه ... اللهم امسح على صدري فاملأه بنور حبك وخوفك وتقواك ...
اللهم لملم اوصالي التي تباعدت ... اللهم لملم جروحي التي تناثرت ... اللهم اخرجه من داخلي فلن يجتمع في قلبي حبه وحبك ...
ربي اني راغب فيك فارغب بي ...
ربي اسألك وانا الضعيف وانت القوي ... ان تعينني وتنصرني !
ربي ... الهي ... يا عزيز يا جبار يا متكبر اعني على ضعف نفسي ...
رب احرقه في داخلي كما ستحرق الذين عصوك بنارك ....
رب الجأني اليك فلا ملجأ الا اليك ...
رب تعبت ... فكم سنة سأرفع يداي لتنسيني اياه ولتجيب طلبي وانا الضعيف الذي يرتجي رحمتك ...
اللهم اجعل من امامي نورا ومن خلفي نورا ومن جنبي نورا ومن كل مكان نورا ...
ربي ... اغفر لي يا قادر يا عليم فانت اعلم بنفسي مني وانا الذي لا افهم نفسي !!
اللهم ذلل لي الصعاب امام طاعتك فانت هناك رابض في قلبي وفي حواسي وهو المخلوق لك ...
ربي اللهم اني اشكو اليك قلة حيلتي ... فانجدني ...

الأربعاء، 5 مايو 2010

365 يوم منذ موتك ...


لقد حان الوقت لكي اكشف الاقنعة واجتثها من جذورها التي خيّمت على وجهي فجعلت له رونقا جميلا زائفا ...
لقد حان الوقت ... في هذه الليلة الحزينة اللاهثة التعبة ان انفض عن الالوان غبارها ليظهر من تحت قسمات وجهي المرهق الوانه الحقيقية السوداء المختلطة ببياض ابقته الايام التعسة من سعادة الايام الماضية ...

- هل هو بخير ؟
يتهامسون امامي وكأنني لا اراهم او لا اسمع همساتهم وهمهماتهم ...
- هل لنا بخير ؟
اهمس لنفسي لاهرب مني ولاشتت الالم الذي تفرق في جوانحي قبل جوارحي ...


عام كامل يا فضل ... عام مرّ ... توقفت عن احصاء ايامه ظنا مني انني سأنساك ولم اكن اعلم انني اتناساك ...
عام مر منذ آخر مرة رؤيتك فيها في سيارتك وانا اقف على الشارع الرئيسي في تمام الساعة التاسعة صباحا ذاهبا لامتحان مادة الميكروبيولوجي ...
عام كامل مر ... كان قد مر قبله عام مماثل عدت اليك فيه الف مرة ... قبلتك الف مرة ونحن نتفق ان نبقى اصدقاء الا ان عيوننا التي فضحتنا وقتها كانت تحلف اننا ما زلنا حبيبن عاشقين ...
وفي ذلك اليوم السادس من ايار لعام 2009 توقفت بسيارتك امامي ... عرضت علي ان توصلني بسيارتك التي دفعت معك نصف ثمنها من ميراثي والتي طلبت انت تسجيلها باسمك لان مالنا واحد كما كان قلبنا واحدا ..
وحينما توقفت كان كل ما يخطر ببالي كم كرهت وقوفك ! ليس لانني لا اريد ان اراك ولكن لانني لم اكن مهتما بمظهري في ذلك اليوم فذقني التي لم تكن تحبها كنت قد تركتها غير مشذبة في ايام الامتحانات ...
ذلك هو السبب الذي اقنعت به نفسي ... لكن السبب الحقيقي الذي واظبت على اخفائه هو الحب الذي شعّ من كل ركن في داخلي والذي لم ارد ان تلحظه ...


- اطلع خليني اوصلك ؟ هكذا قلت لي مجددا وكأنك تسديني معروفا ...


ما زلت اذكر تلك اللحظة وذلك اليوم .... ما زلت اذكر التي شيرت الاخضر الذي كنت ترتديه والذي اهديتك اياه ... تي شيرت ( بولو ) طالما تمنيته قمت باهدائه لك لكنك لم تلبسه معي وانما لبسته بعدي ...

نظرت اليك وقتها ولم اقل شيئا وحينما اصررت قلت لك :
- Just go … go and disappear where I cant see you or smell you

نظرت اليّ نظرة غاضبة ...لم تستجدني ... لم تستعطفني ... لم تحاول ان تبدد قسوتي التي اصطنعتها في ذلك الصباح معك على عكس ما كنت تفعل دائما وكان اخر صوت اسمعه متعلق بك هو صوت الفرامل وهي تنطلق بسرعة جنونية وكأنك كرهتني والقيتني خلفك ... خلف سيارتنا ... او لاقل سيارتك ....
نعم كما اخبرتكم من البداية ... لقد حان الوقت ... حان الوقت لاعرّي القناع ...

انا لست بخير ؟ اليوم وبعد عام لا احبه ولا اكرهه لكنه ما زال هناك في داخلي يقتلني ... ما زلت اراه بين جنبات شارعي ولعثمة كلماتي ووحدة سريري ...
احببته من داخلي ... من قلبي .... ولو عرفت في علم التشريح الذي حفظته عن ظهر قلب مكانا آخر اكثر عمقا وكينونة لقلته ...
احببته وقتلني ... اختار علي اخري انثي لعلّه يحس معها برجولته ولانه اراد ان يتوقف عن اغضاب الرب في سماه كما قال لي ..
لم اختر عليه آخر ومعضلتي الوحيدة انني لم اختر عليه نفسي ...


عام مر يا اصدقائي .... عام مر يا فضل كان يسالني فيه باسل في كل مرة كان يحضنني فيها :
- انت بخير ؟
وكنت اجيبه ودموعي التي لم يحس بها وراء ظهره :
- I'm doing great … I'm just being emotional or dramatic … you know how much I love drama … right ?


ومع انه لم يكن يقتنع الا انه كان يطبطب على كتفي قائلا الكلمتين اللتين هما بالنسبة الي بلسم شافي ولو لامد قصير وفقط حينما اسمعهما منه : معلش معلش ...


اليوم وبعد عام لم ارك فيه يا فضل اسمح لي بان اقول لك انك ما زلت باق ... ما زلت معششا في داخلي بالرغم من كل محاولاتي لنسيانك ... بالرغم من انني شربت الكثير من الويسكي من بعدك ظنا منني انه الاقوى مفعولا و مع انني لا احبه فقط لاتناساك ...
ما زلت تعيش ... تتنفس معي وفي كل قطعة ثياب علقتها في خزانتي ... ما زالت دموعي تجري احيانا من اجلك مع انني لم اعد ابكي كما كنت سابقا ...
في روحي ... في غياهبها ... في قسماتها ... وفي وجهها الذي تلّون بقناعي ما زلت اعرف انك النصف الآخر الذي لن اطلقه ولن اتركه الا بموت جسدي ...
انت بالنسبة لي ( حمد ) في قصة كريم مع انني لا اشبه كريم في شيء ... اعتبرتك ميتا وها انا اعيش على ذكراك ... وان حصل والتقيتك في مكان عام يوما ما بصدفة عابرة ساتظاهر بان ذلك الذي اراه هو شبيهك وحينها ساريك من وجهي الكره الشديد لكن في داخلي اعلم يا فضل ... اعلم جيدا ... انني ما زلت اتنفسك واعيش على ذكراك ...
مر عام من عمري .... من حياتي بدونك ... والليلة احتفل بجرح تركته نازفا في داخلي لم يندمل ولم يتوارى سوى وراء ضحكاتي الكاذبة ...
عام تناسيتك فيه الا انك ما زلت في داخلي تعيش ....

ملاحظة :

هذا الكلام ما هو الا كلمات نطقتها الليلة في حالة ضعف شديد وكآبة اشد ... كلها حقيقية الا انني ساتناساها غدا كما تناسيتها دائما ... وحينما يقبّل الصباح نافذة غرفتي ساستيقظ متحها الى المرآة متظاهرا بانني لم اكتب هذا الكلام ...
اصدقائي لا تقلقوا علي :
I'm just being emotional or dramatic … you know how much I love drama … right
?